• ×

09:29 صباحًا , الثلاثاء 5 ربيع الثاني 1446 / 8 أكتوبر 2024

- آخر تحديث 05-10-1440

خبرتي في مجال زراعة النخيل ومكافحة آفاتها

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه خبرتي المتواضعة في مجال " زراعة النخيل ومكافحة آفاتها " أضعها بين أيديكم:

أولاً: في مجال غرس الفسايل:
قبل أن نقوم بفصل الفسيلة من الأم يفضل عمل تكييس للفسيلة وهي مازالت في أمها وذلك بالحفر عنها وكأننا سنقلعها حتى لا يبقى من الفسيلة إلا الجزء الذي يوصلها بأمها ثم نضع كيس بلاستيكي حول الفسيلة يثبت بطريقة ما ثم نضع التراب ما بين الكيس والفسيلة ثم نعيد التراب المبعد سابقاً خلف الكيس وتُترك الفسيلة تروى مع أمها مدة لا تقل عن أربعة أشهر حتى تنمو جذور جديدة داخل التربة بالكيس. ثم قبل فصل الفسيلة عن الأم لا بد أن نتأكد من نمو الجذور بنبش التربة فإذا شاهدنا الجذور قمنا بإزالة التراب الذي خلف الفسيلة ليسهل فصلها, ونحاول أثناء الفصل بقاء التراب المشتمل على الجذور الجديدة مع الكيس ولا نزيل الكيس إلا عند عملية الغرس لكي يبقى التراب مع الفسيلة بقدر الإمكان حتى لو اندثرت التربة ولم يبق إلا الجذور فإن هذه الجذور تساعد الفسيلة على النمو السريع وهذه العملية شبيهة بعملية الترقيد للحمضيات, وعند الغرس يفضل أن تكون التربة شبهه رملية وتدك التربة من حين لآخر حتى لا تتشقق وتتهوى الجذور ولا تكون حفرة الفسيلة عميقة حتى لا يكثر الماء حولها فيصيبها العفن ولا نترك في الفسيلة جريدها الطويل بل نقصه من بداية السعف حتى لا يسحب الرطوبة منها, ونضع حولها جريد أو خيش يحميها من حرارة الشمس ومن البرد حتى تبدأ بالنمو والاخضرار ثم يعتنى بها بالسماد البلدي وأنسب شيء هو سماد الأبقار, أما سماد الدواجن فحار قد يُميت الفسيلة ولتكن عملية التسميد مناسبة لحجم الفسيلة.
وعندما ينمو بالفسيلة فسائل تزال هذه الفسائل حتى لا تُضعف الأم وللاستفادة من هذه الفسائل المزالة توضع في مشتل فإذا كبرت يستفاد منها كجثايث وهي أسرع في النمو والإنتاج, وقد لا ينجح منها إلا القليل.

ثانياً: تقليم النخيل:
عند تقليم النخلة لا يقطع منها إلا الجريد اليابس.

ثالثاً: تأبير (تلقيح) النخل :
بالنسبة لتأبير النخل أي التلقيح فلا يُقطع اللقاح من الفحل إلا بعد أن ينفتح بطبيعته ثم يشرّح ويوضع فوق بساط بلاستيك ليحفظ غبار اللقاح المتساقط ويستفاد منه في التلقيح حيث يوضع في قطعة قماش ويعفّر به عند التلقيح بالإضافة إلى وضع شرائح بداخل طلع النخلة, ويختلف النخل في كمية اللقاح الذي يحتاجه, فمثلاً الخلاص والصفري والبرحي والسكري لا يحتاج إلى شرائح كثيرة بعكس الصقعي والخشرم فإنه يحتاج إلى شريحة فوق الطلع وشريحة بداخله بالإضافة إلى التعفير بغبار اللقاح. علماً بأن اللقاح الرطب والناشف مفيد في عملية التلقيح. والوقت المناسب لتلقيح النخلة في اليوم الثاني أو الثالث بعد انفتاح الطلع فلو تأخرنا أكثر من ذلك قد لا يفيد اللقاح ويتكون الشيص أي يتكون ثلاث حبات في القمع. وإذا كنا نرغب في حبات تمر كبيرة فيقطع من أسفل الطلع بقدر قبضة اليد, والطريقة المجدية في هذا المجال هي عملية التحبيب المسمى عند أهل المدينة المنورة بالسربلة حيث يزال كمية من بسر الشماريخ قبل التعديل. وعملية التعديل تبدأ بعدما يثقل القنو فيُركّب ويُربط على الجريد بحيث يكون في انحناء مناسب لكي لا ينكسر العرجون أو ينزوي انزواءً حاداً فلا تمش العصارة (التغذية) إلى الثمرة بسهوله. وعند التعديل تكون المسافة بين القنوان متناسبة ولا يُترك في النخلة أكثر من عشرة حتى تستطيع النخلة تغطية الثمار بشكل جيد.

رابعاً: العناية بالثمرة ومكافحة آفاتها:
في هذه المرحلة نركز على الري المنتظم ومكافحة آفات الثمار مثل أبوغبير أي العناكب وذلك بمبيد عناكب عضوي مرتين قبل التلوين والكبريت يفيد في هذه المكافحة بحيث يُخلط مع رمل ناعم بنسبة 1-1 ويعفر به قمة النخلة قبل طلوع الطلع ومهمة الرمل يساعد في نزول المبيد داخل ألياف النخلة فيقضي على حلم العناكب وتبقى رائحته لمكافحة ما يطرأ بعد ذلك. وللحفاظ على الثمار من الطيور تستعمل أكياس النايلون أثناء التعديل ليسهل دخولها في القنوان قبل كبرها .
وهناك آفة تصيب البلح وهو ما يسمى (بالحتات) في بداية النمو وسببه حشرة تتكون ما بين القمع والثمرة وتؤدي إلى الحتات وتُكافح برش الثمار بعد انعقاد الثمار بمبيد حشري عضوي وهذا غالباً ما يحدث في الصقعي ونبوت السيف ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الصرام نسأل الله أن ينزل البركة.

خامساً: آفة النخل (سوسة النخيل الحمراء):
وهي آفة خطيرة جداً طرأت على النخيل وهي (سوسة النخيل الحمراء) كفانا الله شرها وأن يرفعها عن هذه النخلة المحبوبة عند أهل الجزيرة العربية لأنهم يعتمدون على الله ثم على ثمرها من الناحية الغذائية والاقتصادية.
ومن أهم الوسائل لمكافحتها الوقاية قبل العلاج بأن نحرص على نظافة النخلة بإزالة الكرب والقضاء على الفسائل التي تُسمى (الرواكيب) التي تطلع في عرض الجذع لأن هذا الراكوب الطريق المفضل للسوسة حيث تضع بيضها بين الراكوب وبين النخلة الأم فيفقس ويصير دوداً يقضي على الراكوب أولاً ثم يسري في النخلة الأم, فإذا ما رأينا هذا الراكوب قد نشف قلبه فهذا دليل على الإصابة فنبادر بقلعه وتنظيف موضع الإصابة. وتتبع أنفاق الدود حتى نصل إلى نهايتها ثم نرش الموضع بمبيد حشري قوي ويعفّر بالكبريت وبعد التأكد من انتهاء الإصابة نسد الموضع بالطين أو الجبس. وللتأكد أكثر من انتهاء الإصابة نقوم بعمل ثقب في جذع النخلة بعمق (15) سنتيمتر ، بواسطة دريل ونضع في هذا الثقب وصلة لي ونسد ما حول هذا اللي بجبس ونضع في أعلاه قمع أو قارورة ماء صحة مفتوحة من أسفلها ورأسها مثبت في أعلى اللي ونملأها بمبيد حشري مركز بنسبة (1-1) ماء, ونلاحظ أن هذا المبيد يتسرب إلى داخل الجذع ويكون هذا الثقب فوق الإصابة بحوالي (70) سنتيمتر , وهذه الطريقة عملية شخصية تحاكي مجهود وزارة الزراعة في طريقة الحقن بآلات الضخ. وهناك طريق للإصابة بآفة السوسة من أسفل النخلة إذا كان هناك رطوبة حول الجذع فيجب وضع تراب حول الجذع بارتفاع نصف متر بعد تنظيفها من الفسائل. كما تأتي الإصابة من أعلى النخلة مع بداية انفتاح الطلع حيث تضع الحشرة بيضها في هذا الطلع الطري ثم تسري الإصابة إلى داخل الجمارة وكذلك الحال في النخل الفحول وللوقاية من ذلك تعفّر قمة النخلة بالكبريت ومبيد حشري على شكل طحين فهذا بإذن الله يطرد الحشرة عن النخلة وكلما كان النخل يحمل رائحة المبيد كانت الوقاية أجدى والله الواقي.

المزارع: سعد بن عبد الله بن عبدالعزيز العتي

بواسطة : عمي سعد
 0  0  3211
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 09:29 صباحًا الثلاثاء 5 ربيع الثاني 1446 / 8 أكتوبر 2024.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.
حتوم ديزاين , تصميم ديموفنف , تصميم انفنتي , تطوير , دعم فني , حتوم
تصميم وتطوير حتوم ديزاين